إذا كنت تتطلع إلى بدء أو توسيع عملك عبر الإنترنت، يمكن أن تكون المملكة العربية السعودية خيارًا مثيرًا وجذابًا. حيث أنها تعد سوق كبير ولا يزال ينمو من المستهلكين المتحمسين. في تقرير التجارة الإلكترونية هذا، سنأخذك في جولة حول السوق السعودية ومزايا وعيوب إنشاء سوق عبر الإنترنت في المنطقة. سنتناول نظام و قانون التجارة والتطورات الأخيرة في المملكة العربية السعودية.
ولكن في البداية نحتاج لتوضيح مفهوم التجارة الإلكترونية.
ما هي التجارة الإلكترونية
تشير التجارة الإلكترونية إلى منصة رقمية ونموذج أعمال حيث يمكنك شراء أو بيع المنتجات عبر الإنترنت. في كل مرة تشتري فيها منتجًا عبر الإنترنت، فإنك تشارك في اقتصاد التجارة الإلكترونية.
المصطلح واسع ومرن، لأنه لا يشمل فقط Amazon أو eBay، ولكن الخدمات المصرفية عبر الإنترنت أو موفري الخدمات عن بُعد أو منصات الدورات التدريبية عبر الإنترنت (بشكل أساسي، أي معاملة تتم عبر الإنترنت). ومع ذلك، اعتمادًا على السياق، غالبًا ما يستخدم مصطلح “التجارة الإلكترونية” للإشارة إلى المتجر النموذجي أو ما يقارب للمتجر الفعلي.
تعلم كيفية إنشاء متجر الكتروني احترافي خطوة بخطوة.. دليل شامل للمبتدئين
إليك أفضل وأهم 10 أفكار متاجر الكترونية مربحة في التسوق الالكتروني
حجم التجارة الإلكترونية في السعودية
تنمو التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية بسرعة فائقة، احتلت مملكة العربية السعودية المركز السابع والعشرين من حيث أكبر أسواق التجارة الإلكترونية، حيث بلغت إيراداتها 8 مليارات دولار أمريكي في عام 2021، مما يجعلها متقدمة على بلجيكا وخلف النرويج.
وبزيادة قدرها 17٪، ساهم سوق التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية في معدل النمو العالمي البالغ 29٪ في عام 2021. وتستمر عائدات التجارة الإلكترونية في الزيادة. يساعد تركيز الحكومة المتزايد على التجارة الإلكترونية أحد العوامل الرئيسية التي تقود هذا التحول.
يشمل سوق التجارة الإلكترونية المبيعات عبر الإنترنت للسلع المادية إلى مستخدم نهائي خاص (B2C). يشمل هذا التعريف عمليات الشراء عبر الكمبيوتر وكذلك عمليات الشراء عبر الأجهزة المحمولة عبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
على الرغم من أن تفضيل المتسوقين السعوديين لإجراء عمليات شراء من خلال القنوات التقليدية لا يزال مرتفعًا ، إلا أن التحول إلى الشراء عبر الإنترنت يكتسب زخمًا سريعًا. مدفوعًا براحة التوصيل للمنازل ، ومزايا توفير الوقت للتجارة الإلكترونية ، وعروض الإنترنت الجذابة ، والمجموعة الواسعة من المنتجات التي يمكن الاختيار من بينها ، يقوم المتسوق عبر الإنترنت في المملكة العربية السعودية بالتسوق عبر الإنترنت مرة واحدة على الأقل كل ثلاثة أشهر ، والإنفاق بمتوسط يقارب 4،000 ريال سعودي على التسوق عبر الإنترنت سنويًا.
شروط التجارة الإلكترونية في السعودية
لكي تبدأ في ممارسة أعمال التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت يجب مراجعة بعض الشروط التي من شأنها تعزيز عملية التجارة بين التاجر والمستهلك.
فيما يلي نستعرض أهم تلك الشروط:
- إنشاء موقع للتجارة الإلكترونية عبر الإنترنت.
- تسجيل التاجر موقع التجارة الخاص به في السجل التجاري.
- إضافة كافة المعلومات المطلوبة للتواصل في الموقع لضمان حماية المستهلك.
- عرض المعلومات الخاصة بالمنتجات التي يتم عرضها.
- إدراج الشروط والأحكام.
- التأكد من نظام حماية البيانات الشخصية الخاصة بالمستهلك.
- التسجيل في معروف وهو أحد الخدمات التي توفرها الحكومة لتوثيق المتاجر الإلكترونية.
نظام التجارة الإلكترونية في السعودية
تم وضع نظام للتجارة الإلكترونية من قبل وزارة التجارة والاستثمار، ويسرى أحكام تلك النظام على كلًا منك
- موفر الخدمة داخل المملكة.
- الممارس خارج المملكة الذي يقدم منتجات أو خدمات داخل المملكة من خلال عرضها بطريقة تمكن المستهلك من الوصول إليها.
- المستهلك
ولذلك وفقًا للمادة الثانية الصادرة في النظام، تم اصدار النظام عام 2015 وتم تعديله عام 2019 ليكون على النحو التالي: تفاصيل النظام (boe.gov.sa).
قانون التجارة الإلكترونية في السعودية
مع تزايد حجم معاملات التجارة الإلكترونية بالإضافة إلى توجه السعوديين إلى قضاء متطلباتهم الكترونيًأ؛ أصدرت وزارة التجارة والاستثمار قانون لتنظيم المعاملات التجارية بين التاجر والمستهلك عام 2015 على أن يتم مراجعته من قبل مجلس الشورى، وفي عام 2018 بعد الاستماع للجنة الاقتصاد والطاقة أوصى المجلس نصًا:
«على وزارة التجارة والاستثمار التنسيق مع الهيئة العامة للجمارك والجهات ذات العلاقة لوضع آلية تنظم طلبات فسح الشحنات الشخصية المرسلة من المورد الأجنبي مباشرة للمستهلك، بما يكفل مراعاة متطلبات الجهات المختصة وحماية المستهلك وعدم الإضرار بالمستثمر المحلي».
وفي يوليو عام 2018 أعلنت الحكومة عن إصدار قانون التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية.
الجدير بالذكر أن بلغ عدد القوانين 26 مادة قانونية تناولت كافة الإجراءات المتعلقة بالمعاملات التجارية، وتسري على كل من يمارس نشاطًا الكترونيًا في المملكة أو خارجها ولكن بطريقة تصل إلى المستهلك داخل المملكة، وذلك لضمان حفظ حقوق كلًا من المستهلك والتاجر.
مزايا التجارة الإلكترونية في السعودية
أظهرت دراسة حديثة حول استخدام وسائل الإعلام والإنترنت في بلدان مختلفة في الشرق الأوسط من قبل جامعة نورث وسترن في قطر أنه في حين أن التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية كانت في البداية تنمو ببطء، إلا أنها بعد ذلك أظهرت وعدًا كبيرًا لتوسيع السوق في المستقبل.
قدرت هذه الدراسة أن ما يقرب من 10٪ من السكان السعوديين يشترون بانتظام عناصر عبر الإنترنت، و 8٪ يستخدمون الخدمات المصرفية عبر الإنترنت.
في حين أن هذه الأرقام تبدو منخفضة، إلا أنها تدل على أن المملكة العربية السعودية تتفوق بشكل واضح على البلدان الأخرى في الشرق الأوسط من حيث بناء الثقة في الأسواق عبر الإنترنت.
في الواقع ، تم تصنيف المملكة في المرتبة الثانية كأكبر سوق للتجارة الإلكترونية في دول مجلس التعاون الخليجي في عام 2013.
يُعزى النمو والنجاح المستمر لسوق التجارة الإلكترونية السعودي على أسواق الشرق الأوسط الأخرى إلى قدر أكبر من الثقة في أنظمة الدفع عبر الإنترنت. أبلغ السعوديون عن قدر ضئيل من الخوف في استخدام بطاقات الائتمان، حيث لديهم إمكانية الوصول إلى مجموعة متنوعة من بوابات الدفع (PayPal ، و CashU ، وما إلى ذلك) للتأكد من أن أموالهم آمنة.
وجدت Mastercard، في دراسة سلوك التسوق عبر الإنترنت في السعودية، أن ما يقرب من 50٪ من المشاركين في الاستطلاع استخدموا الإنترنت للتسوق وأن 80٪ منهم كانوا “راضين للغاية” عن تجربة وجودة السوق.
ووجدوا أيضًا أنه على الرغم من أن حوالي 45٪ من التسوق عبر الإنترنت في المملكة العربية السعودية يتم من خلال مواقع الويب الأجنبية ، إلا أن السعوديين يتطلعون بشكل متزايد إلى المصادر المحلية. تشير جميع هذه الإحصائيات إلى أن المملكة العربية السعودية لديها الأسس اللازمة لتحقيق نجاح الإلكتروني باهر.
تحديات التجارة الإلكترونية في السعودية
واجهت التجارة الإلكترونية منذ نشأتها العديد من التحديات والعقبات التي كادت أن تدمرها وتوقف نموها وأدت إلى زوالها إلى الأبد ، إلا أن تلك التحديات أوجدت العديد من الحلول التي ساعدت التجارة الإلكترونية على الوصول إلى هذا النطاق، وأصبحت التحديات التي تواجه أقل وأضعف بكثير مما كانت عليه من قبل.
نستعرض خلال هذه الفقرة أبرز خمس تحديات في السعودية، وهي:
1- تكلفة امتلاك متجر الكتروني
يعد ارتفاع تكلفة امتلاك متجر الكتروني واحد من أكثر التحديات التي تواجه السعودية، حيث يعد المتجر هو حجر الأساس للبيع أو الشراء وتحقيق الأرباح لجميع مزودي التجارة والخدمات على اختلاف أنواعهم وأشكالهم.
ولكن مع ظهور العديد من المنصات والشركات التي تقدم حلول التجارة الإلكترونية وتساعد جميع التجار في العالم العربي على المتاجر الخاصة على الإنترنت الاحترافية بتكلفة منخفضة ، ساعدت كثيرًا في التخفيف من هذا التحدي.
على سبيل المثال، شركة الشرق تعد من أحد الشركات الرائدة في مجال التجارة الإلكترونية، حيث تقوم بتقديم جميع الحلول الاحترافية لامتلاك متجر بأسعار تنافسية، بالإضافة إلى توفير تجارب مجانية لتلك الخدمات والعروض، تعرف على عروض تصميم متجر الكتروني من الشرق
2- خدمات الشحن
يأتي في المرتبة الثانية بعد امتلاك المتجر، الخدمات اللوجستية وهي من التحديات الرئيسية في مجال التجارة الإلكترونية، وذلك يرجع إلى إن الخدمات التي تقدمها الشركات مشوبة بعدد من العيوب، أبرزها الأسعار المرتفعة وعيوب الجودة المتفاوتة، والتي لعبت دورًا خطيرًا في إعاقة نمو التجارة الإلكترونية هناك على النحو المنشود.
3- توفير المنتجات الخاصة بالمتجر
تتمثل إحدى المشكلات والتحديات التي تواجه مجموعة كبيرة من أصحاب المتاجر عبر الإنترنت أو أولئك الذين يرغبون في بدء أعمال التجارة الإلكترونية الخاصة بهم في السعودية في توفير المنتجات التي يبيعونها في متاجرهم والحصول عليها.
يتطلب بدء التجارة الإلكترونية منتجًا معينًا يمكن بيعه من خلال متجر إلكتروني وجني الأرباح، لذلك يجد الكثير ممن يرغبون في إنشاء متجر إلكتروني في المملكة العربية السعودية صعوبة بالغة في البدء لأنهم لا يعرفون كيفية توفير منتج للمخزن.
4- التحديات والمشكلات القانونية.
تعد التحديات القانونية من بين العقبات الرئيسية أمام نمو وازدهار التجارة الإلكترونية في السعودية، حيث يواجه العديد من أصحاب المتاجر الإلكترونية عددًا من المشكلات القانونية المتعلقة بالشروط القانونية لمتاجرهم من سجل تجاري وغيرها من التحديات القانونية.
لذلك بذلت المملكة العربية السعودية العديد من الجهود والقوانين لمعالجة وحل جميع المشكلات القانونية التي تواجه التجارة الإلكترونية لدفع مسيرتها نحو النمو والازدهار.
5- التسويق الرقمي.
يعتقد الكثير من أصحاب المتاجر أن امتلاك متجر والحصول على منتجات لعرضها وبيعها هو نهاية المطاف وأنه بعد ذلك سيبدأ في جني الأرباح بدون بذل أي مجهودات أخرى، ولكن في الواقع الوصول إلى العملاء والمتسوقين بحاجة إلى جهود التسويق الرقمي.
يعتبر التسويق الرقمي من أهم التحديات التي تواجه التجارة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية، لذلك يجب على جميع أصحاب المتاجر الإلكترونية في المملكة الاهتمام بالتسويق الرقمي ووضع خطط واستراتيجيات تسويقية تساعد على إنجاح المتجر الإلكتروني وتحويل أكبر عدد ممكن من العملاء إلى المتجر.
أفضل مواقع التجارة الإلكترونية في السعودية
يأتي في المقدمة موقع namshi.com. حقق المتجر إيرادات بلغت 153 مليون دولار أمريكي في عام 2021.
يليه موقع jarir.com بإيرادات 105 مليون دولار أمريكي
ثم يأتي موقع extra.com بإيرادات 80 مليون دولار أمريكي.
يعد markat.com أحد أسرع المتاجر نموًا في سوق المملكة العربية السعودية. حقق المتجر مبيعات بلغت حوالي 0.3 مليون دولار أمريكي في عام 2021. وبلغ نمو إيراداته 192٪ في العام السابق.
مستقبل التجارة الإلكترونية في السعودية
في نهاية عام 2021 بإيرادات تصل إلى 7،603 مليون دولار أمريكي، من المتوقع أن يستمر توسع السوق في المملكة العربية السعودية على مدى السنوات القليلة المقبلة، كما هو مبين في توقعات السوق الرقمية Statista. من المتوقع أيضًا أن يكون معدل النمو السنوي المركب (CAGR 21-25) للأربع سنوات القادمة 5٪. مقارنة بالنمو السنوي البالغ 17٪. مؤشر آخر على توسع السوق هو انتشار الإنترنت بنسبة 69٪ في المملكة العربية السعودية. بعبارة أخرى، اشترى 69٪ من سكان المملكة العربية السعودية منتجًا واحدًا على الأقل عبر الإنترنت في عام 2021.
تعتبر التجارة الإلكترونية خمس فئات. الموضة هي أكبر شريحة في السعودية وتمثل 32٪ من عائدات التجارة الإلكترونية. تليها الإلكترونيات والوسائط بنسبة 32٪ ، والأغذية والعناية الشخصية بنسبة 21٪ ، والألعاب والهوايات والأعمال اليدوية بنسبة 10٪ والأثاث والأجهزة بنسبة 5٪ المتبقية.
الأسئلة الشائعة
كم يبلغ حجم التجارة الإلكترونية في السعودية؟
في نهاية عام 2021 وصل حجم إيرادات التجارة الإلكترونية إلى 7،603 مليون دولار أمريكي، ومن المتوقع أن تزداد فى عام 2022 بنسبة 17%.
ما هي خدمة معروف؟
هي أحد الخدمات الإلكترونية التي قدمتها وزارة التجارة والاستثمار في السعودية، لتوثيق المتاجر الإلكترونية لزيادة المصداقية والأمان لدى المستهلك.
أفضل مزودي خدمة الشحن في السعودية؟
أرامكس هي مزود خدمة التوصيل الأكثر شيوعًا بين المتاجر عبر الإنترنت. من بين تلك المتاجر التي تشير إلى الخدمة التي يستخدمونها لنقل بضائعهم ، ذكر 42٪ أن أرامكس هي أحد مزوديها. علاوة على ذلك ، تعد DHL و UPS من بين أكبر ثلاث شركات لخدمات الشحن يقدمها تجار التجزئة عبر الإنترنت في المملكة العربية السعودية ، بمعدلات 27٪ و 15٪.
في النهاية
على الرغم من أن ممارسة الأعمال التجارية في السعودية مازالت تواجه بعض التحديات، إلا أن هناك فوائد كبيرة للاستثمار . حيث من المتوقع أن يرتفع السوق بشكل كبير في القيمة في السنوات القليلة المقبلة ويقدم عائدًا سريعًا وكبيرًا على الاستثمار. وعلى أصحاب الأعمال أن تنتهز هذه الفرصة وتبدأ في مباشرة أعمالها وامتلاك متاجرها من اليوم.